ذكرى رحيل السيد محمد طاهر البحراني الغريفي الحائري 6 صفر 1384 هـ.
في مثل هذا اليوم السادس من شهر صفر رحل العالم الجليل السيد محمد طاهر البحراني الغريفي صاحب كتاب (أبواب الجنان). والذي قضى عمره في خدمة الدين والمذهب في كربلاء المقدسة وعُرف بين الناس مرجعاً, وعالماً جليلاً, له مكانته الكبيرة في الأوساط العلمية والاجتماعية.
نسبه ونشأته:
السيّد محمّد طاهر بن محمّد بن محسن بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن هاشم بن ناصر بن هاشم بن عبد الله البلادي الموسوي الغريفي البحراني الحائري، ولد في كربلاء سنة 1302هــ ونشأ بها وتربّى في أسرة انبعثت فروعها بالعلم والفضل, حيث درس علومه الأوّلية على والده السيّد محمّد البحراني، كما قرأ مقدّمات العلوم الدينية على يد خاله السيّد محمّد علي المرعشي الشهرستاني، والشيخ كاظم الهر، والسيّد إسماعيل الصدر، والشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري، والشيخ محمّد تقي الشيرازي، والسيّد محمّد الفيروزآبادي، وشيخ الشريعة الأصفهاني، والشيخ عبد الله المامقاني، والكلام على السيّد أبي القاسم التبريزي.
وأجيز بالاجتهاد والفتيا من قبل كبار العلماء ، وكان أبوه السيد محمد يقيم الجماعة في صحن الإمام الحسين (ع) فلما ذهب إلى الحج أوعز إليه المرجع الكبير السيد إسماعيل الصدر بالنيابة عن والده في إمامة الجماعة وكان عمره آنذاك دون العقد الثالث فأتم به جماعة كبيرة من العلماء وطلبة العلم وبعد وفاة والده بقي يقيم الجماعة وكانت وله مكانة في نفوس أهالي كربلاء لتقواه وزهده وورعه وعلمه.
تلامذته :
أبرز من تتلمذ على يديه من العلماء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان: السيد محمد كاظم القزويني صاحب كتاب (شرح نهج البلاغة) والكتب الكثيرة في حياة الائمة (ع) وموسوعة الإمام الصادق (ع) والموضوعات الإسلامية الأخرى.
والسيد محمد علي الطباطبائي, والشيخ عبد الزهرة الكعبي الخطيب الشهير, والشيخ محمد الطرفي, والشيخ عبد المنعم الكاظمي, والسيد محمد الشيرازي (سلطان المؤلفين), والشيخ محمد آل صالح, والسيد محمد صادق البحراني, والسيد عباس الكاشاني وغيرهم.
مؤلفاته:
ألف السيد محمد طاهر كثيراً من الكتب والآثار والتصانيف منها: الأربعون حديثاً, وتفسير القرآن, وكتاب في الدعاء, وكتاب في الهيئة, ودورة في الفقه, وشرح على الرسالة, وشرح تشريع الأفلاك, إضافة إلى كتاب أبواب الجنان الذي أشرنا إليه, والذي اشتهر به والذي هو من أفضل مؤلفاته. كما وضع حاشية على العروة الوثقى, وتقريرات أساتذته وغيرها.
أخلاقه وتواضعه: مثلما عرفته كربلاء عالماً وفقيهاً ومرجعاً كبيراً فقد عرفه أهلها بالأخلاق الفاضلة والصفات المثلى فكان غاية في التواضع والأدب وسعة الصدر والزهد, فكان يتجنب الزعامة الدينية رغم مؤهلاته العلمية لكي يتفرغ للعبادة والتوجه إلى الله تعالى فبقي يؤم الناس بالصلاة والهداية والارشاد والعلم حتى توفي في السادس من صفر عام (1384هـ/1964م) عن ثمانين عاماً قضاها في خدمة الدين والمذهب وقد شيّع تشييعاً مهيباً ودفن في مقبرته الخاصة به في محلة باب الخان في كربلاء المقدسة.